كتب احمد الوكيل

رئيس الإتحاد العام للغرف التجارية المصرية

إن مصر اليوم بما تواجهه من حرب ضد الإرهاب الذي تقف خلفه دول بعينها مسخرة كل إمكاناتها وأجهزة إستخباراتها للنيل من إستقرار مصر وإستنزاف مواردها وعوائد التنمية فيهايفرض على الأعلام أن يلعب دوره الأهم في حياة هذا الوطن من خلال رفع الروح المعنوية وشحذ همم المواطن المصري وتقديم الصورة الحقيقية عن مصر وما حققته على أرضالواقع من مشروعات قومية كبرى تستهدف بلا شك تحقيق الرخاء للأجيال القادمة من خلال قفزات اقتصادية تدفع البلاد إلى مستقبل تشرق فيه شمس غد أفضل على أبناء مصر.

وللإعلام دور محوري في التأثير على حياة الأفراد والأمم و تحقيق التواصل بين الأفراد والحكومات الأمر الذي يسهم في إيجاد آليات تمكن المجتمع من تجاوز العقبات والصعوباتبطريقة بناءه استنادا إلى الفهم الناتج عن إدراك حقائق الأمور ووضوح القضايا والأهداف.

وينعكس تقدم وإرتقاء الوسائط الإعلامية في المجتمعات على المستوى الثقافي وإنتشار المعرفة والقيم الإيجابية فيها، والذي يسهم في الترويج للمفاهيم والافكار الخاصة بتحديثالخطاب الديني بالشكل الذي يحافظ على السلام والأمن الإجتماعي ويحمى المجتمع من مخاطر التطرف.

كما يسهم الإعلام الجاد المستنير في تشكيل الوعي الجماهيري بالقضايا المصيرية وتمكين الجماهير من مواجهة الأفكار الهدامة والسلبية التى تهدد حياتهم وإستقرارهم ومستقبلأبنائهم.

ولا يمكن الحديث عن جذب الاستثمارات لسد العجز في المدخرات بدون إدارك وإستيعاب لأهمية دور وسائل الإعلام في نقل الصورة الحقيقية عن مناخ و واقعالبيئة الاستثمارية والظروف المحيطة بها والترويج لثقافة الإستثمار وصولا إلى الهدف الأسمى الذي يقلل من الإعتماد على الآخر في تلبية الإحتياجات الأساسية للبلاد وتخفيض درجةالتأثر بالمشكلات والظواهر الإقتصادية التى تحدث في إقتصادات البلدان الخارجية حيث أن تعظيم الإعتماد على الذات يعد أهم عوامل تحقيق التنمية الإقتصادية المنشودة في مصر.

ويمكن النظر إلى الإعلام بإعتباره قيمة مضافة وتجارة وصناعة ينعكس مردودها على الدخل القومي وتسهم بدورها في نقل التكنولوجيا وتنويع النشاط الإقتصادي في البلاد، وسدالفجوة الإستثمارية في هذا القطاع يعد ضرورة ملحة في المرحلة الراهنة.

وكأحد الآليات العملية لمواجهة إنتشار البطالة والتعطل عن العمل يلعب الإعلام دورا فعالا في نشر ثقافة العمل الحر بغرض دعم الشباب وإستثمار طاقاتهم وقدراتهم بإقامة المشروعاتالصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر وتشجيع الشباب على الإبتكار للإسهام في بناء المجتمع و تحقيق إزدهاره وتقدمه.

إن مفاهيم الحوكمة والشفافية والتعددية ودعم التنافسية والحكم الرشيد وغير ذلك من المفاهيم المستحدثة التى تعكس درجة تقدم وإزدهار المجتمعات بناء على ما وصلت إليه منمستويات في تحقيقها لا يمكن أن يتم التعامل معها بمعزل عن الحرية المتاحة لوسائط الإعلام للوصول إلى المعلومات ونقلها وتوصيلها بدقة ومصداقية ونزاهة إلى المواطن بهدفإشراكه في عملية التنمية.

ويلعب الإعلام كذلك دورا رقابيا مساندا للأجهزة الرقابية لتحقيق سيادة القانون جنبا إلى جنب مع تحقيق التقييم العام المستمر للاداء الحكومي في تلبية إحتياجات أبناء مصر الكرام.

إن التطور التكنولوجي قد مكن الإعلام بكل أنواعه من الوصول السريع والفوري إلى المواطن وتقديم المعلومات والبيانات إليه بحيث أصبحت النزاهة والكفاءة المهنية ومراعاة المعاييرالإعلامية عوامل أساسية في مواجهة التزييف والتضليل الذي تمارسه بعض وسائل التواصل الإجتماعي للمواطن وتنير لشباب مصر الطريق نحو فهم حقائق وصحة المعلومات التى يتمتداولها عبر هذه الوسائل.

وإذا كانت الدولة المصرية تعاني من موجة شرسة للإرهاب إلا أن الوعي بمواجهته، بكافة صوره، وأصبحت حتمية لتفتح السبيل إلى تنمية حقيقية، ولا شك أن الإعلام المسموعوالمرئي والإلكتروني يمثل رأس الحربة لتحقيق المنشود بحسبان أن الإرهاب لا يقف في توجهاته عند حد إشاعة الفكر المتطرف واراقة دماء ابناء الوطن وانما يتربص لزعزعة الثقةفي الاقتصاد المصري آملا - بالباطل - في تعطيل قاطرة النمو وشل حركة المؤسسات الاقتصادية في البلاد.

ومن هنا كان التفكير ملحا لعقد ملتقى للإعلام المصري، يبلور الافكار، ويوحد الجهود، ويرسم رؤية واضحة للدور الذي يجب ان تلعبه المؤسسات الإعلامية الواعية بقضايا الوطن، فتتجسد إمكانات الدولة أمام العيان، ويصبح التوجيه إلى العمل على أرض الواقع حقيقة راسخة تصمد أمام الإحباط وتؤتي ثمارها في جذب الإستثمار وزيادة معدل تشغيل ابناء هذاالوطن بحسبانه التحدي الأكبر في وقتنا الراهن