عمرو قوره ؛ تقويم منظومة الإعلام المصري

مكتوب بواسطة عبد الرحمن
  • منذ 3 سنة
  • 441


عمرو قوره ؛ تقويم منظومة الإعلام المصري

دار الاسبوع الماضي حوار متشعب ... مابين إشاعات عن تغيير بعض القيادات ... الى اتهام البعض بالفساد ... الى نفي الشائعات ووعد بإقامة مؤتمر صحفي لتوضيح الصورة للجمهور يوم السبت القادم ... مما أدى الى إنشقاق ... مابين فرحة عارمة لدى البعض ... مقابل دفاع مستميت من انصار المعسكر المقابل ... وللأسف لقد شخصننا الأمور ... واهتمينا بالأسماء ...ونسينا الهدف الأكبر وهو تحسين آداء المنظومة نفسها ... ودراسة عيوبها ... ومحاولة إصلاحها 

وبمنتهى الصراحة ... الأسماء لا تهم ... سواء بقوا في مناصبهم أم استبدلوا بآخرين ... لأن آلية العمل الإعلامي هي التي يجب أن تتغير ... ولن يفرق وجود زيد أو عبيد على رأسها ... لأن النظام المعمول به أساسا به عوار ويجب إصلاحه ... ووقتها اي شخص سواء من الإدارة الحالية أو المستقبلية ...سيقوم بعمله بصورة مرضية ... ويعود الإعلام الى طريقه الصحيح

وبصرف النظر عن من سيقود المنظومة ... وهنا أعني بالذات منظومة الدولة المتمثلة في الشركة المتحدة ... فهناك أمور يجب تطويرها وتغييرها ... وفيما يللي ببعض الإقتراحات (الوصايا الإثنى عشر) التي قد تفيد من يدير هذه المؤسسة العملاقة ... أو تلقى في سلة المهملات ... أيهما أسهل

١- الجودة لا تأتي الا بوجود تنافسية عادلة ... واحتكار الإنتاج والإعلانات يؤدي الى ضعف المحتوى وقلة الإيرادات ... ودور الشركة المتحدة هو النهوض بصناعة الإعلام وليس السيطرة عليها ... ويجب أن يفسح المجال لقنوات أخرى وصناع محتوى آخرين في تقديم أعمالهم ...بآلية عادلة تعطي الفرصة للأفضل وليس فقط للأصدقاء والمقربون

٢- يجب أن يكون هناك شهر في السنة ولنقل شهر سبتمبر مثلا ... هو شهر مخصص لاستقبال الأفكار والمعالجات الدرامية من جميع المبدعين والمنتجين ... ويتم العرض على مجموعة متخصصة محايدة لتحديد الأفضل لضمان عدم المجاملات أو إختيار أعمال ضعيفة لأسباب أنها قادمة من فلان أو مراضاة لعلان ... 

٣- فصل القرار مابين شركات الإنتاج وقسم المشتروات في المجموعة ... فلا يصح أن تقوم شركة بانتاج ١٥ عمل مضمون بيعهم لأن من يشتري للقنوات هو نفس الشخص الذي يبيع للقنوات... مما يؤدي الى منتج غير عالي الجودة وصنع باستهتار لأن القناة لن تحاسب نفسها أو شركة الإنتاج لأن نفس الأشخاص يجلسون على طرفي المائدة ويتفاوضون مع أنفسهم 

٤- الغاء مسلسلات رمضان ذات ال ٣٠ حلقة لأنها في الحقيقة ١٥ حلقة مدتها ساعة تلفزيونية ومقسمة بالنص لتصبح ٣٠ (متوسط مدة الحلقة في رمضان كان ٢٧ دقيقة) ... فلا المشاهد استمتع ولا المنتج قدم عملا يرضي طموحاته ... وتصبح الأعمال مملة وممطوطة بدون سبب ... بخلاف إن المسلسلات القصيرة المتعددة تفتح مجالا أكبر للعمالة الراكدة والوجوه الجديدة 

٥- تقسيم مسؤولية إدارة الشبكات الأربعة الى مجموعات إدارية مختلفة مستقلة ... لخلق تنافسية فيما بينهم ... ولابراز شخصية مختلفة لكل شبكة بدلا من الواقع الحالي حيث تقدم كل القنوات نفس نوعية المحتوى وجميعهم يشبهون بعضهم ولا توجد شخصية منفردة لكل قناة ... فيهرب المشاهدون لقنوات أخرى تقدم على الأقل محتوى مختلف وجاذب ... ومن الأفضل بيع أو الشراكة في نصف عدد القنوات مع مستثمر خارجي ليرفع عن كاهل الدولة تحمل أي خساير ويشارك في المصروفات الهائلة ... فكل هذا العدد من القنوات التلفزيونية والإذاعية غير مطلوب أو مرغوب ويزيد التكاليف بدون داعي

٦- إعادة تقييم بعض المراكز المهمة داخل الهيكل الإداري الحالي وتقييم الادارات المختلفة وتعيين وجوه جديدة محترفة في بعض الوظائف المهمة ... والجميع في السوق يعرف من المحترف ومن الهاوي والذي يعمل بسبب المجاملات ... لكن لن أذكر أسماء لأن البوست ليس هدفه تجريح أو التقليل من أي شخص 

٧- أعادة النظر في نموذج العمل لمنصة واتشيت ... فهي المستقبل خلال سنوات قليلة ... والبدء في عمل إنتاجات خاصة بالمنصة بمستوى تنافسي مع المنصات الأخرى لضمان زيادة عدد المشتركين وبقائهم مشتركين لمدد طويلة ... فحاليا المنصة عبارة عن Catch up Service ... لمشاهدة المحتوى التلفزيوني للقنوات المملوكة للمجموعة بعد عرضه على القنوات ... مما يزيد الإشتراكات لفترة شهر رمضان والشهر الذي يليه ... ويهرب المشتركين باقي شهور السنة .. لأن لا يوجد تجديد في المحتوى أو لأن المحتوى التلفزيوني لا يناسب مشاهدي المنصات 

٨- إعادة تقييم المنظومة الإعلانية ... ورفع سعر السبوت الإعلاني لتقصير مدة الفقرات الإعلانية التي تجعل المشاهدين يتململون ويهربون عند بداية الفقرات الإعلانية الماراثونية ... مما سيؤدي حتما لامتناع المعلنين عن وضع إعلاناتهم وسط مائة إعلان آخر ولا يشاهدها أحد ... مما سيؤدي لقلة الإيراد وإفلاس القنوات إذا لم يتم جذب المعلنين بطرق مبتكرة واحترافية 

٩- رفع كفائة العاملين الفنيين والإداريين بتقديم فرص لدورات تدريبية في الداخل أو في الخارج ودعوة بعض الخبراء لإلقاء محاضرات وورش عمل ... ليستطيع العاملين الحاليين مواكبة التطور الذي يحدث حول العالم ... ورفع كفائتهم والذي سينعكس بالإيجاب على الشاشة 

١٠- إعداد دراسة تفصيلية لمستقبل الإعلام المرئي بواسطة خبراء مستقلين لإعداد خطة عمل واستراتيجيات من الآن وحتى ٢٠٣٠ على أقل تقدير ... لأننا لا نحاول دراسة المتغيرات المتسارعة في هذا المجال عالميا وسنجد أنفسنا في مؤخرة الدول (حتى العربية منها) في مجال التلفزيون ... بينما نحن من كنا رواده ومحركيه 

١١- لابد من إيجاد وسيلة لقياس نسب المشاهدة يعتمد على العلم وليس التنجيم ... لنستطيع تقدير المجتهد وتصويب الغير مجتهد ... لو لم يكن لدينا وسيلة علمية ... فكيف نخطط للعام التالي أو كيف نتلاشى الأخطاء

١٢- عمل جدول بأسقف الأجور في البرامج والأعمال الفنية لا يسمح بتجاوزه لضمان عدم هروب الميزانيات من السيطرة وتحديد عدد ساعات العمل اليومي وإيجاد وسيلة للثواب والعقاب 

هذا وقد أدليت بدلوي وأرضيت ضميري ...


عمرو قوره ؛ تقويم منظومة الإعلام المصري


البث المباشر

قناة الإتحاد
إستطلاعات الرأي