قيس العزاوي يفتتح مؤتمر من حرية العبادة إلى حرية الدين والمعتقد

مكتوب بواسطة
  • منذ 6 سنة
  • 944


قيس العزاوي يفتتح مؤتمر  من حرية العبادة إلى حرية الدين والمعتقد

كلمة د. قيس العزاوي
الأمين العام المساعد_ المشرف على قطاع الأعلام والاتصال
في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمرالدولي " من حرية العبادة إلى حرية الدين والمعتقد
تعزيزالشراكة بين الدول والمجتمع الدولي والمؤسسات الدينية"
2020/2/18
أصحاب السعادة السيدات والسادة،
يسعدني ان انقل اليكم تحيات الامين العام لجامعة الدول العربية الاستاذ احمد ابو الغيط وتمنياته لكم بالتوفيق، كما اخص سعادة السفير جيامباولو كانتيني بكل آيات التقدير والاحترام على تبنيه مثل هذه المبادرة الكريمة .
ويشرفني أن أشارك معكم في أعمال هذا المؤتمر الدولي الهام عن حرية العبادة المؤدية
إلى حرية الدين والمعتقد، وهو موضوع أصبح يكتس ي أهمية بالغة في فترة صعبة يمر بها العالم تسودها خلافات سياسية وعقائدية ومذهبية تدفع ببعض المجتمعات الى الوقوع في فخ التطرف وآفة التعصب، مما يقتضي منا العمل للتصدي لهذه الظاهرة ومكافحتها من
خلال تعزيز الشراكة بين الدول والمجتمع الدولي والمؤسسات الدينية.
اعتنت الأديان السماوية جميعها بموضوع حرية العبادة والمعتقد وتعتبر حريـة المعتقد
وممارسة الشعائر الدينية من أولويات دعوة الأنبياء والرسل، و قد جعل الله الاختلاف سنة
الحياة فلو أراد أن يكون الناس كلهم أمة واحدة تتبع العقيدة نفسها لكان ذلك، ولكن الارادة
الالهية ابقت على سنة التعدد والتعايش ونبذ العنف والاكراه وهو ما ورد في القرآن الكريم
سورة البقرة "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" . وفي سورة آل عمران الآية (64)
دعوة صريحة لكل ابناء الديانات السماوية للتآلف والتعاون وعبادة الاله الواحد" ُق ْل َيا َأ ْه َل
الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا اللَّ ولا نشرك به شيئا ". ٍٍِِِِِِِ
ََََْ ََََُاََااًََََُْ ََََََََُْْْْْْ
تلك صور مشرقة من صور التعايش بين الثقافات اوردتها واكدتها الديانات السماوية كافة، ونحن حريصون كل الحرص على تداولها وتعميمها عبر كل سبل الاعلام وعبر شبكات
التواصل الاجتماعي لانها حبل نجاة الانسانية من كل اشكال التعصب الذي بات معول هدم بيد المتطرفين التحريضيين على العنف .
السادة الحضور،
أولت جامعة الدول العربية اهتماما بالغا بقضايا الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان، كما دعت دوما إلى إقامة جسور التواصل والتفاعل بين أتباع الحضارات المتعددة وتسليط الأضواء على القواسم المشتركة بينها لخلق فضاءات تعاون وتكامل تسمح لنا بالعمل على مكافحة الظواهر السلبية مثل ظاهرة التطرف والتعصب بكافة صوره، والتصدي لها .
لقد اعتبرت الجامعة العربية ان الحوار هو السبيل الوحيد لترسيخ ثقافة التآخي وتحقيق التعايش السلمي بين الشعوب ونبذ الكراهية وسوء الفهم وتشويه الثقافات ، وفي هذا الإطار لعبت الجامعة العربية دورا مهما في بلورة مفهوم متوازن للحوار بين الثقافات والتعايش بين الأديان وتحالف الحضارات و الالتزام بمبدأ الاحترام المتبادل والعدل والإنصاف ونبذ
الكراهية والتمييز العنصري. السيدات والسادة الكرام ،،،
إن تصاعد حدة التطرف في الخطابات الشعبوية التحريضية التي تنقلها بعض وسائل الاعلام يؤكد الحاجة الماسة والملحة إلى منظومة قيم عالمية مشتركة ترتكز على احترام التعددية الثقافية والدينية، ولابد هنا من الاشارة والاشادة بجهود الدول والمنظمات الدولية
والإقليمية التي تقوم بنشر ثقافة السلام والتسامح بين الشعوب والأمم.
ولا يفوتني في هذا المقام الإشادة، بفخر واعتزاز، بوثيقة "الأخوة الإنسانية من أجل
السلام العالمي والعيش المشترك" والتي وقعت من قبل كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف وبابا الفاتيكان في فبراير 2019،
لقد احتفلنا منذ ايام في ابوظبي بالامارات العربية المتحدة بمرور عام على توقيع هذه الوثيقة التي تعكس إصرار القطبين الدينيين وبتأييد من المجتمع الدولي على تعزيز منظومة من القيم ترسخ ثقافة التسامح والتعايش السلمي والسلام المستدام.
وغني عن البيان ان ذلك يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وبالأخص تحقيق الهدف السادس عشر الذي يدعو الى "تشجيع إقامة مجتمعات سلمية وشاملة للجميع من أجل تحقيق التنمية المستدامة، وتوفير إمكانية الوصول إلى العدالة للجميع وبناء مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشاملة للجميع بين الافراد والدول من خلال الحد من انعدام المساواة داخل البلدان وفيما بينها وتعزيز سيادة القانون على
الصعيدين الوطني والدولي وضمان تكافؤ فرص وصول الجميع إلى العدالة.
لقد عانينا طوي ًلا من ظاهرة إثارة الكراهية ضد الإسلام أو الخوف مما سمي بالخطر الإسلامي حتى ساد ما بين عامة البشر عصاب الاسلاموفوبيا، هذا المرض الذي تسبب بظلم كبير للمسلمين في انحاء العالم كافة، إن الحملات الاعلامية لتشويه الاسلام اصبح لها تداعيات عسكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية جسيمة على المسلمين باجمعهم. لذلك استدعت الضرورة سرعة تدخل المجتمع الدولي لصياغة وتنفيذ سياسات من شأنها إجهاض حروب الكراهية ووقف آلة التخويف والتشويه والعمل على تكثيف الجهود الإقليمية والدولية وجهود المؤسسات الدينية والاجتماعية خاصة، ومؤسسات
المجتمع المدني لمواجهتها والتصدي لها،
لقد كان التطرف بصيغتيه السياسية و الدينية من اكثر التحديات التي تؤرق المجموعة
ًً
الدولية، وتشكل تهديدا خطيرا لنمائها واستقرارها وتطورها؛ فقد ظل التطرف هو المصدر
الأساس يلتفككالمجتمعاتوتمزيقنسيجهاالاجتماعي،وبقيايضًاهوالمنبعالرئيسللعنف والإرهاب وتكريس آليات التخلف عبر التاريخ .
وعلى الرغم من الآفات السابقة وشيوع ظاهرتي الغلو الديني والارهاب الفكري والفعلي
بكل صوره المرعبة والبشعة، على الرغم من هذه التحديات فان العالم ، يتجه الى مزيد من الترابط والاندماج والتعايش السلمي بين الشعوب و الثقافات،
وترتفع اليوم في ارجاء المعمورة دعوات معايير التكاتف والاخاء الانساني والحضارة
الكونية الواحدة وحقوق الانسان وفكرة المواطنة لتعلوا على كل انواع التمييز القائم على اساس العرق أو الدين ، وتقع على وسائل الاعلام في هذا الشأن بالذات مهمة عظمى هي التعريف الموضوعي بالاهداف الخلقية للاديان، والاهداف الانسانية للثقافات، ونشر
البرامج الداعية للفهم والتفاهم بين الحضارات.
ثقتنا كبيرة في عمل كل هذه النخبة العلمية المتنورة المشاركة في اعمال هذه الندوة واملنا ان تضعوا الاسس والمبادىء التي تعزز مبدأ الاخوة الانسانية .. وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قيس العزاوي يفتتح مؤتمر  من حرية العبادة إلى حرية الدين والمعتقد


قناة الإتحاد
إستطلاعات الرأي